ويضمّ هذا المكان العديد من المباني على شكل مجمّع مقدّس، ومنها المبنى الرئيس “هوندن”، وهو المعبد الذي يحتضن في داخله نصير الإله، ويظهر على شكل مرآة أو سيف أو فرع شجرة صنوبر، ولا يفتحُ هذا المعبد أبدًا، في حين يبقى المبنى الرئيس في الغالب مقفلًا . ينتصب أمام المعبد “مبنى التحياّت” ويسمّى”هائيدن”، حيث يمكن للمؤمنين ممارسة عباداتهم والحصول على بركة الكاهن “كانوشي”. في الباحة تُقام طقوس من بينها رقصات يمكن أن تؤدّيها فتيات عذارى تطلق عليهنّ تسمية “ميكو”.
يرسم الطريق المؤدّي إلى المزار الحدّ الفاصل ما بين العالم المقدّس والعالم العاديّ، هو طريق محميّ عادة بزوج من التماثيل التي تمثّل"كلب كوريا" و"الأسد الصينيّ"، أو بإثنين من المحاربين الجالسين، وتشكّل هذه التماثيل التجسيم الوحيد في المكان. يؤدّي هذا الطريق إلى "مبنى التحيّات"، الذي يصل إليه المؤمنون عبر ممرّ خشبيّ مكوّن عادة من رواق واحد أو عدّة أروقة مزدانة بأعمدة على شكل بوابة تُسمّى "توري"، ويشبه شكلها "مجثم الطيّر". يُحاط هذا الدرب بفوانيس لها قواعد، لإضاءة بعض أهمّ الاحتفالات التي تجري في الليل. ويحوي المكان أيضًا حوضًا لغسل الأيدي وشطف الأفواه، لأنّ طقوس الشنتو هي في المقام الأوّل طقوس تطهّريّة تهدف للاقتراب من الآلهة دون دنس. بعد هذا التطهّر يستطيع المؤمن أن يتوجّه بصلواته إلى "كامي"، بأيدٍ مغلقة وبرنين جرس على شكل خشخيشة كرويّة مُعلّقة بسلسلة.
بلادنا هي بلاد الآلهة. تبجيلهم في قمّة الأولويّات. رغم أنهم غير مرئيّين لأعيننا، إيماننا أنهم يتجلّون هنا وتكريمنا لهم في أفكارنا هو أساس احترام الآلهة. لذلك، من المستحيل الابتعاد عن المعابد والاخفاق في احترام الآلهة، بشكل علنيّ خصوصًا.
ميوشي تامياسو (1049-1139)، مؤلفات للبلاط والشعب
بحسب العرف، فإن مصطلح "جينجا" وتعني (مزار أو ضريح) مخصّص لأماكن العبادة عند الشنتو، لتمييزها عن "المعابد - jiin " عند البوذيّين؛ ومن أهمّ معالمها ما يسمّى "الأحرام الكبيرة- تايشا"، وحتى "قصور الأرواح – jingû " لكونها مرتبطة بالبلاط الإمبراطوريّ. هناك اليوم في جميع أنحاء اليابان نحو 81,300 مزارًا و77,100 معبدًا.
ويعتبر "ضريح إيزي" أهمّ المزارات الشنتويّة على الإطلاق (محافظة ميي)، ويضمّ المرآة التي تعكس إلهة الشّمس "أماتيراسو أو مي كامي" المتحدّرة من العائلة الأمبراطوريّة، حيث لا يُسمح للناس إطلاقًا بزيارة المقصورة الإلهية أو الحرم الرئيس. في طوكيو، أقيم في العام 1869م "ضريح ياسوكوني"، كمقبرة مخصّصة لتكريم كلّ الموتى الذين سقطوا أثناء الحروب. وأخيرًا، يتميّز معبد "إيزومو تايشا" في (محافظة شيمانه)، بأنه مُلتقى جميع آلهة الشنتو المعروفة بـ"كامي"، الذين يجتمعون فيه سنويًا لمدّة شهر من جميع أنحاء اليابان. تعتبر مزارات الشنتو في اليابان اليوم ملاذات هادئة يهرب إليها الناس من ضجيج المدينة.