لقناعتهم بوجود علاقة عميقة بين البيئة الطبيعيّة والإنسان، كان الطاويّون مولعين منذ أمد طويل بالأماكن النائيّة والمناظر الطبيعيّة المؤاتيّة لممارسة التأمّل وتطوير الذات. أُقيمت العديد من معابدهم في الجبال، معلّقة على حافة هاوية أو على رؤوس القمم الشاهقة التي لا يمكن الوصول إليها إلاّ من خلال المسالك الضيّقة جدًا والمنحدرة، وعبر التمسّك بسلاسل موضوعة للمساعدة. هذه الجبال هي موطن السادة القدماء ، “النسّاك”، وكما يُقال عنهم (الخالدون)، حيث تتلاقى تعاليمهم القيّمة وعلوّ تلك الجبال. على امتداد الأماكن المقدّسة، يقصد المؤمنون هذه الجبال خلال أوقات الحجّ، وتحديدًا في أيام اكتمال وولادة القمر للتعبّد للألهة.
تنتشر المعابد في القرى والمدن، يقصدها الناس كذلك خارج أوقات الأعياد الجماعيّة كأمكنةٌ للاسترخاء والطمأنينة، بعيدًا عن الصخب.
من بعيد، لا تختلف المعابد الطاويّة قطّ عن المعابد الصينيّة الأخرى، فهي بسطوحها القرميديّة المستويّة على نتوء الجبل الصخري ومبانيها الـمُشادة في صفوف متتابعة، تلتزم مع البوذيّة والكونفوشيوسيّة أو الدين الشعبي بالعمارة الكلاسيكيّة، وتحمل علامة واحدة مميّزة: شعار الين واليانڠ، الذي نجده على السقائف والواجهات أو على الأعلام.
كلّ من يريد ممارسة الطاو […] عليه أن يدخل في الجبل […]. ولكن إذا كنت لا تعرف وسيلة ذلك، تخاطر بالموت (في سعيك للحياة الأبديّة). لهذا يقول المثل، "عند سفح (جبل) هوا شان، هناك أكوام من العظام البيضاء!" [لمن سعوا إلى الخلود]
Le Maître-qui-Embrasse-la-Simplicité (283-343)
في المقابل، من السهل التعرّف على مميّزات العمارة الدينيّة الطاويّة من الداخل. هناك تُمثّل التماثيل المطليّة بألوان زاهية كبار الآلهة، حيث تضمُّ الطاويّة عددًا كبيرًا من الآلهة التي تؤمن بها، وهم :الإله يوهوانغ دادي، والأنقياء الثلاثة، والخالدون الثمانية، وكذلك الرهبان والراهبات الذين يسكنون في العديد من هذه المعابد، ويتمايزون بشعرهم الطويل المرفوع بتصفيفة مميّزة فوق الرأس وبأثوابهم الكحليّة اللون أو السوداء. يتفرّد الرهبان أيضًا بممارسة فنون إطالة الحياة، وهو مزيج من فنون مذهلة في الدفاع عن النفس وتقنيّات زهديّة أكثر سرّيةً، تهدف إلى تحقيق إدراك العالم الداخلي داخل الجسد وتطويره.
يتمّ بناء المعبد الطاويّ وفق المبادئ القديمة "للجيوماسيا" المعروفة بـ"الفنݞ شوي" وتعني حرّفيًا (دراسة الرياح والمياه)؛ التي تفرض دخول المعبد دائمًا من الجنوب، لأن الدخول من الشّمال باعتقادهم يأتي بالتأثيرات السلبيّة أيّ "الأحوال الجوّية السيئة والبرابرة" بل حتى المميتة "الأرواح الشرّيرة".وانطلاقًا من هذه المعتقدات يتمّ ترتيب المعبد وتوجيه الطقوس كذلك وفق البوصلة بما يشكّل رجعًا للصدى مع الآلهة.