من برمجة الكومبيوتر إلى ميدان الدفاع عن حقوق الإنسان والأقليات، ينقل "بسام العلوجي"، الشاب العراقي، تجربته في توثيق الآثار الدينية لمدينته البصرة. يقول العلوجي" الأوضاع التي نمرّ بها تؤثّر على كل عراقي، مهما كان دينه وطائفته، إضافة إلى ما حملته أزمات الإرهاب من دمار طال بلدنا العزيز. وبما أن العراق هو بلد الآثار والتراث، فقد كان تأثير الإرهاب علينا مضاعفًا، صحيح أن البلدان الاخرى قد تأثّرت بالإرهاب ويمكنها إعادة بناء ما تهدم، لكن الوضع عندنا في العراق أسوء لأن الدمار لحق بالآثار، التي من الصعب معالجتها وتعويضها وإرجاعها".
ويضيف العلوجي "انطلاقًا من كوننا مدافعين عن حقوق الإنسان، كان لا بد أن يكون لنا دور في الحفاظ على معالمنا الأثرية والدينية أيضًا، باعتبار أن هناك معالم دينية موجودة لها عمق أثري تاريخي موجود في المدينة، و قد جاء عملنا هذا بالتنسيق مع مفتشية وترات وآثار البصرة، التي كان لها الدور الكبير في إرشادنا إلى المعلومات القيمة عن آثارنا الموجودة. وكان دورنا كحملة تجميع المعلومات عن المواقع الأثرية الدينية الموجودة في المحافظة....حيث نقوم بجولات التوثيق مع عدد من الشباب والشابات، الذين جمعهم حبهم لمدينتهم، وحبهم للمعالم الأثرية، والدينية، في مدينتهم".
ويعتبر العلوجي أن "أهم نتاج لحملتنا كان صدور كتيب "تراث الديانات"، الذي أتى نتيجة عمليات التوثيق التي أجريناها للمعالم الدينية للمدينة. عبر الكتيب، هناك دعوة للتعايش السلمي من خلال التنوع الموجود فيه، ومن خلال المعالم الدينية لطوائف مختلفة موجودة في مدينة واحدة وواقع جغرافي واحد. وهذا يشكّل أكبر دليل على واقع التعايش السلمي، وأكبر رسالة يمكن توجيهها للمجتمع"
ويختم العلوجي "أتمنى الأمان لآثارنا وتراثنا، أتمنى الأمان لمدينتي والأمان للعراق، وهذه أمنية الشعب العراقي ككل".