رأس السنة الصينيّة (سنة الجاموس 4719)
الجمعة
م ٢٠٢١/٠٢/١٢ |
هـ ١٤٤٢/٠٧/٠١
عيد الربيع، يُحتفل خلاله برأس السنة الصينيّة الجديدة، وبالشهر القمريّ الأوّل في التقويم التقليديّ عبر المهرجانات الراقصة، والألعاب الناريّة، وتبادل الأزهار والهدايا. هذا العيد الشعبيّ والدينيّ، هو يوم عطلة رسميّة ضمن فترة يأخذ فيها معظم الصينيّون إجازتهم السنويّة، وهي مناسبة تحتفل بها الجاليات الصينيّة في العديد من أماكن تمركزها في المدن الكبرى في العالم. يتميّز العيد بمهرجاناته الضخمة واحتفالاته الكبرى، التي تنظّمها البلديات في المدن، ويحضرها جمهور كبير، ما يحتّم أحيانًا -عندما يصادف العيد وسط أيام الأسبوع- نقل تاريخ الاحتفال إلى عطلة نهاية الأسبوع التالية، بل حتى أحيانًا إلى موعد لاحق لإتاحة المجال لمشاركة أكبر عدد من الناس.
رأس السنة الصينيّة هو عيد للتجديد على المستوى الفرديّ والاجتماعيّ، ومناسبة كبرى للنظافة، وتجديد طقس تخطيط الكلمات الحاملة للحظّ على ورق أحمر التي تُحيط أبواب المنازل، وهي مناسبة لشراء ملابس جديدة. عشيّة العيد تجتمع العائلة تقليديًّا عند الأجداد -لجهة الأبّ- للاحتفال. في شمال الصين، يأكل الناس المعجّنات المقليّة المربّعة تسمّى "جياوزي" التي يذكّر شكلها بالسبائك الذهبيّة القديمة، إذ ترمز للرخاء. ويتبادل الاقارب المعايدات في اليوم التالي، بعد إتمام طقوس عبادة الأسلاف، حيث توزّع الهدايا على الأطفال في مغلّفات حمراء، ويزور الأصدقاء والجيران بعضهم لتعزيز العلاقات الاجتماعيّة. في هذه المناسبة، يذهب الصينيّون إلى المعبد "الطاويّ أو البوذيّ"، لتقديم واجب العبادة والقرابين للألهة، وطلب الأمنيات للسنة القادمة. في المعابد الطاويّة (ديانة الصين الأقدم). تستمرّ المهرجانات لأسبوعين كاملين حتى حلول "مهرجان المصابيح"، الموافق يوم ١٥ من الشهر القمريّ الأوّل، ويأتي خلالها المؤمنون جماعاتٍ للقيام بطقوس السجود والشعائر لطلب السعادة والسلام. وتقام كذلك في المدن والقرى مسيرات فنّية في الشوارع لرقص الأسود أو التنانين، وعروض العربات، والمسرحيّات الطقوسيّة، والإستعراضات الترفيهيّة، وتُطلق المفرقعات لإخافة الأرواح الشرّيرة. يتميّز التقليد الصينيّ بوضع كلّ عام صينيّ تحت رمز حيوان: الفأر، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، الخروف، القرد، الديك، الكلب والخنزير. والجدير بالذكر أنّ السنة الفلكيّة الخاصّة بكلّ رمز لا تبدأ مع رأس السنة الصينيّة الجديدة بل مع بداية الربيع، حوالي ٤ شباط/ فبراير. وتكتسب هذه الرموز الفلكيّة أهمّية عند الناس لاعتقادهم بتأثيرها على حياتهم، حيث يؤشّر حلول سنة الرمز الفلكيّ إلى بداية دورة زمنيّة تمتدّ ١٢ عامًا لمن ولدوا تحت هذا الرمز الفلكيّ (الديك في٢٠١٧) ، ونهاية دورة زمنيّة (القرد عام ٢٠١٦)؛ فتُكرّس هذه السنة لهم بما قد تحمله من السعادة أو المحن.