تاريخيًّا
ديانة توحيديّة ابراهيميّة، أسّسها “النبيّ محمّد” (570- 632م)، إثر نزول الوحي عليه حينما كان في الأربعين من عمره، يتعبّد وحيدًا في كهف شمال مدينة (مكّة)، في الجزيرة العربيّة. أثارت دعوته لعبادة الله الواحد -في البداية- عداء المكّيين، وخاصّة “قبيلة قريش” التي ينتمي لها، إذ كان اقتصاد مكّة قائم على عبادة الآلهة المتعدّدة التي كان يُحجّ إليها في مكّة من كافّة أنحاء الجزيرة، والتي كانت تُدرّ عليها ربحًا طائلًا. فإضطُهد النبيّ محمّد مع جماعته، فآثر إثر ذلك الهجرة إلى (يثرب) التي لقّبت بـ”المدينة المنورّة” في العام (622م)، الذي يؤرّخ لبداية التقويم “الإسلاميّ الهجريّ”. شكّل الترحيب الوديّ بالرسول واتباعه الأوّلين في يثرب، فضاءً مثاليًّا لنشر الدين الجديد والدعوة له من دون اضطهاد، فكثر المؤمنون، وأُقيمت المساجد. وعاد النبيّ إلى مكّة، ودخل (الكعبة) وأزال ما فيها من أصنام. وأقيمت الشعائر وانطلقت الدعوة، وتوحَّد البدو للمرّة الأولى في تاريخهم بفضل الإسلام، فبدأت الفتوحات للأمم المجاورة والبعيدة. وما بين القرنين السابع والثامن ميلاديّ، إنتشر الإسلام في الجزيرة العربيّة، ومنطقة الشرق الأوسط، وإفريقيا الشماليّة أولًا، ثم الهند، والشرق الأقصى، وأوروبا الشرقيّة والغربيّة في زمن الحكم الأندلسيّ.
الجغرافيا/ الديموغرافيا
اليوم بعد مرور 14 قرنًا على التأسيس، يعتبر الإسلام ثاني أكثر الديانات انتشارًا في العالم. يقدّر عدد المسلمين بـ 1.6 مليارًا واحد من كلّ أربعة أشخاص، موزّعين في العالم ككلّ. تتواجد الأكثريّة العظمى منهم في آسيا، ومنطقة الشرق الأوسط، وشمال وغرب إفريقيا، وبعض البلدان في البلقان. ويشكّلون أقلّية في دول أوروبا الغربيّة وأميركا وأوقيانيا.
الفرق
السنّة: حوالي 83% من المسلمين. ينقسمون إلى أربعة مذاهب فقهيّة أساسيّة (شافعيّة، حنفيّة، حنبليّة، مالكيّة)، وإلى مدارس كلاميّة أو مناهج: أشعريّة، ماتريديّة، سلفيّة، وصوفيّة.
الشيعة: حوالي 17 % من المسلمين: وتضمّ كلّ الفرق التي تؤمن بمبدأ الإمامة: أكبر الفرق الشيعيّة هي"الإثنا عشريّة /12 إمام"، أمّا "السبعيّة/ 7 أئمّة" فتتضمّن: "الاسماعيليّة" و"الموحّدون الدروز". وتُعَدّ الطائفة "العلويّة" من بين
الفرق الشيعيّة إذ أنها تؤمن بالإمامة، كما "الزيديّة" التي تقول بخمسة أئمّة.
الإباضيّة: هم "الخوارج سابقًا" حوالي 0.2%.
الكتب المقدّسة
القرآن الكريم:هو كلام الله الموحى للنبيّ محمّد. يتكوّن من 114 سورة، أُنزلت على مراحل امتدّت نحو 23 سنة، منها ما نزل في مكّة قبل الهجرة "السور المكيّة"، ومنها ما نزل في المدينة "السور المدنيّة".
السنّة النبويّة: تتضمّن ما أمر به النبيّ محمّد، ونهى عنه، وندب إليه قولًا وفعلًا. وتختلف بعض رواياتها ما بين السنّة والشيعة.
الأماكن المقدّسة
المسجد: هو المكان الذي يجتمع فيه المسلمون للصلاة والذكر والدعاء. في الحياة اليوميّة، يقصد المؤمنون المسجد للصّلاة أو للتعبّد في تلاوة القرآن، أو للتّهجد والاعتكاف أو للذكر والإرشاد. يُبنى باتجاه القبلة وله محراب ومئذنة. ويختلف عن "المسجد الجامع" الذي يُطلق كتسمية على (المسجد الذي تقام فيه صلاة الجمعة والعيديين نظرًا لكبر مساحته).
الحسينيّة: هي المكان المخصّص لدى المسلمين الشيعة "الإثني عشريّة" لإحياء ذكرى عاشوراء، ومقتل "الإمام الحسين" ثالث الأئمة عند الطائفة الشيعيّة. يجتمع فيها المؤمنون لسماع السيرة الحسينيّة، وتستخدم كمجلس عزاء، كما للدروس والمواعظ التي يلقيها الخطيب، وكمكان للاجتماعات والافراح والأحزان والدروس خلال أيام السنة.
الخلوة: "الخلوات" هي (المساجد في الأصل) عند "الموحدين الدروز"، ومراكز العبادة والعلم والدّراسة، يقصدها السّالكون بالله لدراسة كتابه الكريم وأصوله، ولتعميق إطّلاعاتهم وتأمّلاتهم الروحيّة في فهم التوحيد.
العقائد المقدّسة
الإيمان بالله وبالرسل وباليوم الآخر.
عند السنّة: هناك خمسة أبواب إيمانيّة: 1-الإيمان بالله، 2-الإيمان بملائكته، 3-الإيمان بكتبه، 4- الإيمان برسله، 5-الإيمان باليوم الآخر، وزيد عليها: 6- الإيمان بالقدر خيره وشرّه من الله.
عند الشيعة الإثني عشريّة، تلخّص العقيدة بالإيمان: بوحدانيّة الله، وبالعدل الإلهي، وبالإيمان بالنبوّة، وتضاف إليها الإمامة (وهي نقطة الفرق بين السنّة والشيعة)، والإيمان بـ"المعاد" أي (اليوم الآخر).
الطقوس والشعائر
تقوم العبادة في الإسلام على خمسة أركان:
- الشهادة أنّ لا إلله إلاّ الله وأنّ محمدًا رسول الله.
-
إقامة الصلاة خمسة مرّات في اليوم، عند الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، التي تُسبق بالوضوء، وتقام باتّجاه (الكعبة) في (مكّة.)
-
إيتاء الزكاة أيّ التبرّع للفقراء والمحتاجين.
-
الحجّ إلى الكعبة لمرّة واحدة في حياة المسلم، إذا لم يحِل عائق دون ذلك خلال شهر "ذي الحجّة"، والطواف سبع مرّات حول الكعبة.
- الصوم بالامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى الغروب خلال شهر رمضان.
النواهي: تحريم أكل لحم الخنزير وشرب الكحول والميسر.
يوم الجمعة : هو اليوم الذي تقام فيه الصلاة الجماعيّة.
التقاليد والخصوصيات الثقافيّة
التقويم الهجريّ: هو التقويم الإسلاميّ القمريّ، الذي بدأ العمل به عام (622م) مع الهجرة النبويّة من مكّة إلى المدينة.
يتكوّن من 12 شهرًا في سنة مكوّنة من 354 يومًا. يستخدمه المسلمون في العالم قاطبة لتحديد الموعد الصحيح لبدء صيام شهر
"رمضان"، ولعيد الفطر، وللحجّ إلى مكّة في شهر "محرّم"، وللاحتفال بعيد "الأضحى"، والمناسبات الإسلاميّة الأخرى.
تلاوة القران باللغة العربيّة: يتلو المسلمون آيات القران الكريم باللغة العربيّة اينما وجدوا ومهما كانت لغتهم، إذ لا يتلى
القرآن الكريم ضمن الصلاة المفروضة، ولا يتلى القرآن الكريم إلا بلغته الأصليّة، لهذا يتلوا المسلمون آيات القرآن الكريم
باللغة العربيّة أينما وجدوا ومهما كانت لغتهم. ولكنّه يُقرأ بلغات أخرى للدراسة.
كلّ المسلمين يتجهون إلى الكعبة للصلاة.
الطهارة: بالإضافة إلى الوضوء قبل الصلاة، يهتمّ المسلمون أن يكون جسدهم دائمًا على طهارة، وبيوتهم نظيفة وطاهرة لأنهم
يصلّون فيها. وللمحافظة على قداسة المساجد وطهارتها يخلع المسلمون نعالهم على باب المساجد.
الحجاب للنساء: غطاء للرأس تضعه النساء المسلمات علامةً على انتمائهنّ للإسلام، وشهد القرن العشرين تفسيرات جديدة مما خفّف
من ظاهرة الحجاب.
تعدّد الزوجات: يحقّ للمسلم عن الطوائف السنّيّة والإثني عشريّة أن يتزوّج بأكثر من امرأة (حتى 4 نساء)، إلّا أنّ التشريعات
في القرن العشرين تُضيّق على هذا الموضوع.
الرمز المقدّس: "الهلال" الذي يرمز إلى التقويم الهجريّ القمريّ.
قيم ومواقف روحيّة
﴿فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض﴾ سورة الرعد: الآية 17
"يا أيّها الناس لن تدخلوا الجنة حتّى تؤمنوا. ولن تؤمنوا حتىّ تَحابّوا. أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" حديث نبويّ
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت" حديث نبويّ
"ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكن لوجهك الكريم". الصوفيّة رابعة العدويّة
"فَلْيكُنْ تَعَصّبُكُم لِمكارِم الخِصالِ ، ومَحامِدِ الأفعال ، ومَحاسِنِ الأمُورِ" نهج البلاغة /الإمام علي بن أبي طالب
"مَنِ اسْتَبّدَّ برّأْيِهِ هَلَكَ". الإمام علي
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً". عمر بن الخطاب