مقابلة مع المفكر المصري سمير مرقص عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، يشدد فيها على أهمية المواطنة كرهان وحيد لمستقبل المنطقة ومصر تنمويًا، ويؤكّد أن رهانه الشخصي هو على كتلة "المؤمنين بالمواطنة"، التي تتوسط "كتلة اليأس" المتمثّلة بالمتذمرين، و"كتلة البأس" أي القوة المتمثلة بالاستبداد الديني، أو السياسي، أو الثقافي، و"كهنة وحراس المعبد" أينما وجدوا، والذين يعتبرون أنفسهم مفوضين في إدارة هذه المواضيع. ويعوّل مرقص على دور هذه الكتلة الوسطية الثالثة "المؤمنة بالمواطنة" في العمل على تغيير الواقع والمناهج، وتحقيق الاصلاح التربوي والثقافي، وتقديم النموذج عن التعايش المشترك، الذي يحرج ويتحدى الآخرين من أنصار كتلتي البأس واليأس.
ويرى مرقص أن رهانه على سيناريو المواطنة دائم، مهما كانت التراوحات ما بين "الأقلية السياسية" وبين "الملة والطائفة"، ولأسباب كثيرة. وقد ظهرت صوابية هذا الرهان في "ثورة 25 يناير"، التي فتحت المجال العام أمام المصريين للاجتماع والمطالبة بحلّ المشكلات التي تطالهم جميعًا، من انقطاع الكهرباء، إلى زحمة السير وغيرها، فضمن هذا المجال العام وجدنا الجميع في "الميدان" يجمعهم الهمّ المشترك والشعار المشترك المتمحور حول "الكرامة الإنسانية والحرية والعيش والعدالة الاجتماعية".
ويلفت مرقص إلى اعتقاده السابق بأن المساواة بين المصريين جميعًا قد تمّت من خلال نضال المصريين المشترك ضد المستعمر، وبعد انخراطهم كمسلمين ومسيحيين سويًا في جيش واحد للدفاع عن الوطن، وبالعمل على بناء الوطن تنمويًا. واعتقاده كذلك أن بعض الاجتهادات الإسلامية عن "خطاب الذميّة" مثلًا قد انتهت مع الوصول إلى سقف الاجتهادات في هذه الأمور، ليتضح أن الخطاب السلفي يُعيد النظر في الوضع القانوني لغير المسلمين، عبر نقاشات وأسئلة على مثال "معايدة غير المسلمين في الأعياد"، وهذا ما يشكل إهانة للجميع.