المعبد عند الأيزيديّين هو مكان الصلاة والعمادة ومركز الطقوس العباديّة والاحتفالات الدينيّة. “معبد لالش”، هو المعبد الرئيس والوحيد للديانة الأيزيديّة في العراق والعالم، والمكان الأقدس في العالم الذي يحجّ إليه المؤمنون مرّة على الأقلّ في الحياة. تعني كلمة “لالش” في اللغة الكرديّة (الموقع المقدّس)، وتشير إحدى النصوص الدينيّة إليه “لالش كر كنياته” بمعنى (وجعل من لالش الأساس) ونقطة البداية التي تكوّن منها العالم.
تختلف الأراء حول قِدَم معبد لالش في التّاريخ، يُرجعه البعض إلى القرن الثّاني قبل الميلاد، ويعيده آخرون إلى أكثر من 6 آلاف عام. أصل المعبد كبناء هي أحدى الغرف المحفورة في الجبل، التي يحفظ فيها عبر التاريخ زيت الزيتون المخصّص لإنارة المعبد. تحوي هذه الغرفة منبرًا على شكل دكّة منحوتة في الصخر وفوقها عرش "ميثرا" وحلقته، بجانبه محراب محفور في الصّخر باتجاه الجنوب، وأشكالٌ ورموزٌ قديمة محفورة على الجدران تنتظر من يفكّ أسرارها.
الخالق هو دائماً هو، الذي لا يأكل ولا ينام شهادتي وإيماني بأسمه، وأسم تاووس ملك… العين البيضاء مكان تعميدي الكهف والمغار والزمزم مكان زيارتي قبلة البدور قبلتي(الشمس)
دعاء شهادة الدين (من الأدعية الأيزيديّة)
يتكوّن المعبد من مجمّع من المزارات والقباب لأولياءٍ ورجالٍ صالحين في الديانة الأيزيديّة، أهمها "مزار الشيخ عدي" مُجدّد الديانّة. عند مدخل المعبد الرئيس المبنيّ بحجارة مربّعة الشكل وبمقاسات متقاربة، يرتفع جدارٌ يفوق ارتفاعه أربعة أمتار وضمنه بوابة خشبيّة كبيرة، نُقشت على يمينها "الأفعى السوداء المقدّسة" المرتبطة بميثولوجيا الطوفان. يمتدّ أمام باب المعبد إيوان واسع مفتوح رصفت أرضيته بالحجر، وإلى اليمين "دكة بابا شيخ" الزعيم الروحيّ الدينيّ للأيزيديّة، يجلس عليه في الأعياد التي تقام في لالش لاستقبال الزوار ، وإلى اليسار "مقام بابا جاويش" الذي يقوم بمقام الإرشاد الدينيّ في المعبد.
تتوسّط مدخل وإيوان المعبد سبعة أعمدة تشير برمزيّتها إلى أهميّة هذا الرقم في الطقوس الدينيّة الأيزيديّة، وقد بُنيت من الحجر الجبليّ بارتفاع خمسة أمتار، حيث يمثّل كلّ عامود واحدًا من الملائكة السبعة المقدّسين عند الأيزيديّة.
يتميّز معبد لالش بطراز معماريّ نادر يتمثّل بالقباب المخروطيّة الشكل التي تضمّ سبعة خطوط محفورة تسمّى "زنوج" أو (خيوط شعاع الشمس) وترمز إلى الملائكة السبعة المقدّسين، وتنتهي في نقطة واحدة في الأعلى لتشير إلى وحدانيّة الله، وقد تتكوّن من اثني عشر خطًّا للدلالة على عدد أشهر السنة، وتتّجه نحو الشمس لما لها من مكانة مقدّسة في الديانة الأيزيديّة، وتتوّج بهلال ذهبيّ كرمز مقدّس. تستند القبّة إلى قاعدة مربّعة أو مستطيلة كرمز للجهات الأربع أو العناصر الأربعة (الهواء والماء والنار والتراب)، وفوقها مُثمّن فيه دائرة أو عدة دوائر دلالة على دائريّة الكون أو قرص الشمس المقدّس.
تنتشر القباب المخروطيّة على امتداد التواجد الأيزيديّ، وتُبنى على ضريح شخص مقدّس أو في مكان مقدّس أو مرَّ به شخص مقدّس كالمزارات الدينيّة المتواجدة في (العراق وسوريا وتركيا وأرمينيا وجورجيا)؛ وقد ظهرت مؤخرًا بعض القباب المخروطيّة كرمز أيزيديّ يُتوّج بعض الأماكن الدينيّة والثقافيّة الخاصّة بالجاليات الأيزيديّة على امتداد انتشارهم في العالم (أرمينيا ومدينة كالكار الألمانيّة).