يرى المفكّر سمير مرقص، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، أن إعادة الخطاب السلفي النظر في الوضع القانوني لغير المسلمين، عبر نقاشات وأسئلة على مثال "معايدة غير المسلمين في الأعياد"، هو إهانة للجميع. ويشير إلى أن قراءة التاريخ تثبت أن الانفتاح والخروج إلى المجال العام والمواطنة، تتمّ في اللحظات التقدمية والثورية التي تحمل نهوضًا وطنيًا، والعكس صحيح؛ فعندما "يحدث نوع من الرِدّة، أو خطاب ديني متخلّف، أو أداء تنموي من قبل السلطة ليس على المستوى المطلوب، يؤدي هذا إلى حالة استقطاب معينة"، وهنا يأتي دورنا – دور المؤمنين بالمواطنة- في التحرّك في إطار الدولة التنموية، والنضال لتنمية الوطن، الأمر الذي سيجمع المواطنين تلقائيًا على قاعدة المواطنة، واحتضان الجميع دون النظر إلى الاختلاف. وهذا ما أظهرته التجربة التاريخية، لذا علينا أن نفهم درس التاريخ وأن نسير بموجبه، مهما كانت الصعوبات التي ستواجهنا على أرض الواقع. ويشدّد مرقص على أهمية دور التاريخ في خلق ذاكرة موحدة للأمة والأوطان، وإلا سيكون البديل بأن يخلق كل مواطن ذاكرته الخاصة، وهذا أخطر من الاستعمار المباشر.
ويلفت إلى ضرورة إدراك المأزق والمحنة أمام تاريخ المنطقة العربية، وتاريخيتها، وجمالها إنطلاقًا من كونها مهبط الاديان، وحاضنة لهذا "التنوّع" معتبرًا أن التحدي هو في المحافظة على هذا، وتحويله إلى غنى.
ويرسم مرقص ثلاثة سيناريوهات محتملة في المنطقة: الأول هو "الصحراء" أي اللون الأصفر الواحد، والثاني هو"البقاء الحرج" لبعض المسيحيين في المنطقة الخاضع لأمور كثيرة، والثالث هو سيناريو "المواطنة" التي ينحاز إليها، وإلى النضال لأجلها، وإلى خلق التحالفات عبرها مع غير المسيحيين، ممن يدركون أن مصلحتهم هي في بقاء المسيحيين العرب في المنطقة على أرضية وواقع المواطنة.
ويختم بالقول: "إن العبقرية هي في فكرة التفاعل بين العناصر في إطار المركّب الواحد، التي هي الوحدة في التنوّع، وكيف يتمّ ذلك على أرض الواقع، ومن خلال المواطنة الحاضنة للجميع، وهذا مهم، كما أن التفريط به جريمة تاريخية".
